الجمعة، ١٥ يونيو ٢٠٠٧

على خليفيه اغتيال عيدو


تقرر إعلان اليوم الخميس 14/6/2007م يومَ حداد رسميًّا في لبنان بعد اغتيال النائب عن تيار المستقبل وليد عيدو وأحد أبنائه و8 آخرين في انفجار سيارة مفخخة لدى مروره في قرب الشاطئ في حي المنارة غرب العاصمة بيروت أمس وسط أجواء من الحذر والترقب.

وندَّدت مختلف الأطراف اللبنانية على اختلاف انتماءاتها بالعملية، وقال النائب سعد الدين الحريري- رئيس كتلة المستقبل البرلمانية، في مؤتمر صحفي- إن عيدو "ذهب ضحية الشر وأجهزة الشر"، في إشارةٍ إلى تورط أجهزة المخابرات السورية في العملية، وطالب جامعة الدول العربية بمقاطعة النظام السوري و"تحمُّل مسئولياتها تجاه النظام السوري" داعيًا اللبنانيين إلى الهدوء خلال مراسم التشييع اليوم.



وعقدت الحكومة اللبنانية التي يقودها تيار المستقبل اجتماعًا طالبت فيه جامعة الدول العربية بعقد اجتماع على مستوى وزراء الخارجية لبحث الوضع اللبناني، بينما طلبت من لجنة التحقيق الدولية في اغتيال رئيس الحكومة اللبناني الأسبق رفيق الحريري أن تضع اغتيال عيدو في إطار تحقيقاتها حول مقتل الحريري.

كما عقدت قوى 14 آذار التي تمثِّل الأغلبية اجتماعًا دعت فيه إلى إجراء انتخابات برلمانية فرعية على مقعد بيروت، الذي خلا بمقتل عيدو، محملةً الرئيس اللبناني أميل لحود مسئولية عرقلة تلك الانتخابات كما حملته مسئولية عرقلة الانتخابات الفرعية على مقعد المتن الذي خلا بمقتل النائب بيير أمين الجميل من حزب الكتائب اللبنانية، والذي لقي مصرعه في عملية اغتيال في نوفمبر الماضي.

ومن ناحية المعارضة أدان حزب الله عملية الاغتيال، وهو نفس الموقف الذي تبنَّاه التيار الوطني الحر بزعامة العماد ميشيل عون، بالإضافة إلى الرئيس أميل لحود الذي يدخل في صفوف المعارضة.

وفي المواقف الدولية سارع الرئيس الأمريكي جورج بوش الابن باتهام سوريا بالوقوف وراء عملية الاغتيال؛ حيث قال إن العملية تأتي على نفس نسق عمليات الاغتيال التي شهدتها لبنان في السنوات الأخيرة، مضيفًا أن بلاده ستُواصل مساندتها للحكومة اللبنانية.

وفي محاولة للاستغلال السياسي طالب بوش في تعليقه حول الحادث كلاًّ من سوريا وإيران بعدم التدخل في الشئون اللبنانية، وهو الأمر الذي يوضح أنَّ تدخُّل بوش في الشأن اللبناني يأتي بعدما تحوَّلت لبنان إلى مسرح جديد من مسارح الصراعات التي تدخلها الولايات المتحدة مع دول الشرق الأوسط.


التفجير أحدث دمارًا واسعًا!! إلا أن المندوب السوري لدى الأمم المتحدة بشار الجعفري رفض تلك الاتهامات واتهم "الأيدي الخفية" بالوقوف وراء التفجير، وأضاف أن هذا التفجير والحوادث التي سبقته "كانت تتزامن دائمًا مع مداولات للأمم المتحدة تخص الوضع في لبنان" مشيرًا إلى أن الهدف من ذلك هو استهداف العلاقات السورية اللبنانية.

من جانبه وصف الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون الاغتيال بأنه "أمرٌ غير مقبول"، وأضاف في مؤتمر صحفي: "أُدين مرةً أخرى بأشد تعبيرات ممكنة مثل هذه الأعمال الإرهابية الشنيعة لقتل المدنيين والزعماء السياسيين" داعيًا الحكومة اللبنانية إلى ضبط الأمن والعمل على اعتقال الجناة، كما أدان مجلس الأمن الدولي وبريطانيا وفرنسا وإيطاليا وألمانيا التي ترأس الاتحاد الأوروبي.

وعربيًّا أدانت مصر والكويت وجامعة الدول العربية تلك العملية، وقال الأمين العام للجامعة العربية عمرو موسى إن هذه "الجريمة الإرهابية تستهدف إثارة الفتنة في لبنان ودفع هذا البلد العربي ليكون ساحةً للصراعات الدائرة في المنطقة".



وكان النائب وليد عيدو قد لقي مصرعَه في انفجارٍ هزَّ منطقة المنارة على شاطئ الشطر الغربي من بيروت في منطقة تضمُّ مقاهيَ ومدينة ألعاب ومبانيَ سكنية وناديًا ومسبحًا لضباط الجيش اللبناني، الأمر الذي أدى أيضًا إلى مقتل نجله واثنين من مرافقيه و6 مواطنين من بينهم لاعبان في نادي النجمة اللبناني.

ويعتبر هذا الانفجار هو السابع الذي تتعرض له لبنان خلال أقل من شهر منذ تفجر أحداث نهر البارد بين الجيش اللبناني وفتح الإسلام؛ حيث وقعت الانفجارات في عدة مناطق في بيروت وهي الأشرفية وذوق مصبح والبوشرية وفردان، إلى جانب منطقة عالية في جبل لبنان وصور في الجنوب، كما يأتي اغتيال عيدو في إطار عمليات الاغتيال التي تشهدها لبنان منذ مقتل رئيس الوزراء الأسبق رفيق الحريري في فبراير من العام 2005م، والتي تضمَّنت اغتيال الأمين العام للحزب الشيوعي جورج حاوي والصحفي والبرلماني جبران تويني ووزير الصناعة النائب بيير الجميل.

وبالإضافة إلى ذلك يأتي اغتيال عيدو كإحدى حلقات التوتر السياسي الذي يعيشه لبنان حاليًا؛ بسبب الاعتصام الذي تنظمه المعارضة منذ الأول من ديسمبر الماضي لإسقاط الحكومة، وهو الاعتصام الذي أدى إلى اشتباكات دموية بعدما بدأت المعارضة إضرابًا عامًّا في البلاد، لكن على الرغم من تلك الاضطرابات إلا أن الخلاف في لبنان حاليًا سياسي وليس طائفيًّا؛ حيث تتوزع الطوائف بين المعارضة والأغلبية.


ليست هناك تعليقات: